السيد بوريطة: المغرب يقترح إحداث منتدى اقتصادي لتجمع دول الساحل والصحراء

أنت هنا
  1. الرئيسية
السيد بوريطة: المغرب يقترح إحداث منتدى اقتصادي لتجمع دول الساحل والصحراء
ألقى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، يوم الثلاثاء 29 مارس 2022 بالرباط، خطاباً خلال افتتاح أشغال الدورة العادية الـ21 للمجلس التنفيذي لتجمع دول الساحل والصحراء (س-ص).

وقال السيد بوريطة، إن المملكة المغربية تقترح إحداث منتدى اقتصادي لبلدان (تجمع دول الساحل والصحراء)، والذي من شأنه أن يكمل هندسة منظمتنا في مجال التنمية، وسيكون بمثابة منصة للتبادل والتعاون بين الفاعلين الاقتصاديين في فضائنا".

وقال السيد الوزير إن "المغرب يقترح نفسه لاستضافة النسخة الأولى من هذا المنتدى".

وفي هذا الصدد، سجل السيد الوزير أن المغرب، وفي إطار الرؤية التي رسمها جلالة الملك محمد السادس، راهن دائما على الاستثمارات أكثر منها على التجارة، وعمل على البناء المشترك لشراكات تحفز تحقيق الرخاء والاستقرار متقاسمة مع بلدان الساحل الشقيقة.

وذكر السيد بوريطة بالخطاب السامي الذي شدد فيه جلالة الملك على أن "المغرب يؤمن بضرورة إرساء تنمية مشتركة قائمة على أساس التعاون البيني الإفريقي والتكامل الاقتصادي، وعلى قاعدة التضامن الفاعل وتوحيد الوسائل والجهود".

وسجل السيد الوزير أن تجمع دول الساحل والصحراء يعد صورة مصغرة حقيقية لإفريقيا في ثرائها وتنوعها وتحدياتها، مشيرا إلى أن هذه القارة تتوفر على إمكانات كبيرة لفرض نفسها باعتبارها منطقة دينامية ومتكاملة ومنتجة للقيمة المضافة، وقادرة على رفع التحديات الاجتماعية والاقتصادية لأعضائها.

وأبرز السيد الوزير أنه على الرغم من إمكاناته، فإن تجمع دول الساحل والصحراء لم يبلغ بعد السرعة المطلوبة للانطلاق، وليكون حافزا للاستقرار والازدهار المشترك الذي تتطلع إليه ساكنته، مشيرا في هذا الصدد إلى أن المنطقة ما تزال تظهر أداء دون مستوى قدراتها على مستوى عدة أوراش لأجندة الأمم المتحدة 2030 وأجندة 2063 للاتحاد الإفريقي.

وقال السيد بوريطة "لهذا السبب، فإن عملنا يجب أن ينصب على جعل مجموعتنا تبرز كبوتقة لجهودنا الجماعية، من خلال المضي بها نحو اندماج إقليمي حقيقي".

وأضاف السيد الوزير أن عمل تجمع بلدان الساحل والصحراء ينبغي أن يتجه، في السنوات القادمة، نحو وضع الهياكل المؤسساتية المختلفة المنصوص عليها في المعاهدة المنقحة لإنشائه، لاسيما المجلس الدائم المكلف بالتنمية المستدامة، وكذا نحو وضع استراتيجية خاصة بالتنمية البشرية في فضاء التجمع والبرامج الرامية إلى إدماج الشباب وتفعيل استراتيجيته للأمن والتنمية (2015-2050).

وأكد السيد بوريطة أن المملكة المغربية ستواصل انخراطها في العمل على بناء منطقة الساحل والصحراء، من خلال الحفاظ على العلاقات الأخوية مع جميع الدول الأعضاء، قائمة على التعاون والتضامن واحترام سيادتها ووحدتها الترابية.

وقال إن هذا الحدث يشكل أول اجتماع حضوري للمجلس التنفيذي منذ دورته العادية بالخرطوم في 12 مارس 2014، مضيفا أنه "إذا كان وباء كوفيد -19 بتداعياته الكبيرة قد فرض علينا إكراهاته للأسف، فإنه لم يؤثر أبدا على التزامنا من أجل تجمع الساحل والصحراء، أو على تصميمنا على إعطاء دفعة جديدة لعمله".

وأشار الوزير إلى أنه "اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، يجب أن يتم عمل منظمتنا تحت شعار التضامن والفعالية، في أفق مشاركتها النشطة في الاستحقاقات القارية القادمة، لا سيما الاجتماع التنسيقي المقبل للاتحاد الافريقي – المجموعات الاقتصادية الإقليمية".

وذكر أن المغرب يسجل بارتياح وأمل أنه، وبفضل الإرادة الجماعية وحس المسؤولية لدى الدول الأعضاء، فإن تجمع (س- ص) يستعيد ديناميته تدريجيا، مشيرا إلى أن المخطط الخماسي "لمنظمتنا، الذي أعدته الأمانة العامة عقب المؤتمر الاستثنائي لرؤساء الدول والحكومات الذي انعقد في انجامينا في 13 أبريل 2019، قد تم معالجته إيجابا في أفق المساهمة في تحقيق أهداف تجمع س-ص واستراتيجيته للأمن والتنمية".

وشدد السيد بوريطة على أنه رغم ذلك فإن الخروج من أزمة الوباء وتطورات السياقات الإقليمية والقارية والعالمية، "تدعونا للحفاظ على الدعم المستمر لمنظمتنا" وأيضا لتحسين الدور الذي يمكن أن تضطلع به.

واعتبر السيد بوريطة أن ذلك يمر عبر أربعة شروط أساسية، وهي إرساء وتيرة عمل عادية لأشغال الهيئات المسيرة لتجمع (س-ص) لأن دوره باعتباره رافعة للتنمية الإقليمية، يعتمد على ديناميته الداخلية وقدرته على مواجهة تحديات المنطقة، إلى جانب المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا، والمجموعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا، ومجموعة دول الساحل الخمس.

وأضاف أن الشرط الثاني هو استكمال وتفعيل هياكل المنظمة، من خلال إنشاء الهيئات الجديدة المنصوص عليها في المعاهدة المنقحة، لاسيما لجنة السفراء والممثلين الدائمين، والمجلس الدائم للتنمية المستدامة، والمجلس الدائم للسلم والأمن، فضلا عن مركز مكافحة الإرهاب، الذي يجب إعادة إطلاق أشغاله.

واقترح السيد بوريطة بهذه المناسبة إنشاء مجموعة تنسيق لدول الساحل والصحراء الأعضاء في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، مشيرا إلى أن هذه الآلية ستكون مفيدة جدا لتنسيق التتبع والدفاع على الأولويات الرئيسية للتجمع فيما يتعلق بالسلام والأمن.

وأشار السيد الوزير إلى أن الشرط الثالث يتعلق بتعزيز وسائل عمل الأمانة التنفيذية.

وأكد أنه "لا نملك إلا أن نهنئ أعضاء الأمانة على العمل الكبير الذي قاموا به رغم قلة الوسائل"، مشددا على الحاجة إلى بذل المزيد من الدعم المتمثل في توفير الموارد البشرية المؤهلة والخبرة والوسائل "إن كانت هناك رغبة في وجود أمانة تقوم بمهمتها بشكل ناجع".

ودعا في هذا الصدد إلى إعادة التفكير في سياسة مصرف الساحل والصحراء للاستثمار والتجارة، موضحا أن هذه المؤسسة الاستراتيجية مطالبة بمواكبة جهود التجمع في مجالات التنمية وعلاقتها مع المستثمرين المحتملين في هذه المنطقة.

وأعرب السيد بوريطة عن أسفه لأن موضوع الأمن يطرح في كل مرة نتحدث فيها عن منطقة الساحل، مشيرا إلى أنه "في ظرف عقد من الزمن، تحولت منطقتنا ليس إلى مكان لعودة المقاتلين الأجانب فحسب، وإنما أيضا إلى فضاء لخلق المجموعات الإرهابية".

وكشف السيد الوزير أن منطقة الساحل تبقى، للأسف، ثاني أكثر منطقة تأثرا بالإرهاب في العالم، مشددا على ضرورة التوقف عند التحديات المتعلقة بالسلم والأمن.

وفي هذا الإطار، دعا تجمع دول الساحل والصحراء إلى تسريع تفعيل مجلس السلم والأمن الخاص بها، موضحا أن التجمع سيستفيد كذلك كثيراً من تحويل منتدى الخدمات الأمنية إلى لجنة للاستعلامات في خدمة السلم والأمن، وإرساء قيادة عامة للأركان تضم دول الساحل والصحراء من أجل مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات بشكل فعال.

وشدد على أن "تقوية قدرات دول منطقتنا أضحت الآن حاجة مهيكلة"، مؤكدا، في هذا الصدد، أن "مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب" الذي تم افتتاحه بالمغرب في يونيو 2021، بإمكانه تقديم دعم مؤكد.

وسجل السيد بوريطة أن "المملكة المغربية ستعمل بشكل وثيق مع مركز تجمع دول الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب. كما أنه بالإمكان، من الآن فصاعدا، إقامة تعاون قضائي بين دول فضاء تجمع دول الساحل والصحراء، بوصفه أول عمل تنسيقي مباشر وبدون أي كلفة".

وشدد على الالتزام الراسخ للمملكة المغربية من أجل إعطاء دفعة جديدة لتجمع دول الساحل والصحراء، باعتباره تجمعا اقتصاديا إقليميا تابعا للاتحاد الإفريقي، داعيا إلى تقوية عمله لخدمة السلم والاستقرار والتنمية بمنقطة الساحل والصحراء.

وخلص الوزير إلى أن "التحدي الكبير أمامنا يتمثل في توفير ظروف حياة أفضل لشعوبنا، في فضاء ينعم بالأمن والرخاء. فلنتحد جميعا لما فيه الخير لشعوبنا وقاربتنا".

 

Twitter إخطارات Facebook Language selector Search icon Menu icon Message icon Closing icon YouTube icon Scroll icon Arrow down Map of Morocco icon Map of Africa icon Map of Europe icon world's map icon Navigation Arrow Eye icon Sharing icon Point icon Play icon Pause icon News actuality icon Extend icon Print icon Social network share icon Calendar icon Whatsapp icon Journalist icon Radio icono Television icon Quote icon Location icon world's map icon Pin icon Previous icon Next icon PDF icon Icon to increase the text Icon to decrease the text Google plus icon Decree icon Organigram icon Icon left arrow Instagram Linkedin icon