محضر اجتماع الدورة الثالثة عشرة للجنة المشتركة المغربية-السعودية

أنت هنا
  1. الرئيسية
محضر اجتماع الدورة الثالثة عشرة للجنة المشتركة المغربية-السعودية
تجسيدا للمستوى الرفيع لعلاقات الأخوة المتينة التي تربط المملكة المغربية بالمملكة العربية السعودية، ووشائج المودة الصادقة التي تربط بين قائدي البلدين حضرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظهما الله -، وانطلاقا من الإرادة المشتركة التي تحذو البلدين الشقيقين، بتوجيهات سامية من قيادتيهما، لتعزيز آفاق التعاون الثنائي بينهما بما يستجيب لتطلعات الشعبين الشقيقين المغربي والسعودي في تدعيم الشراكة بينهما لما فيه تقدمهما وازدهارهما.

عقدت اللجنة المشتركة دورتها الثالثة عشرة بالرباط يومي 15 و16 يونيو 2022 برئاسة السيد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، عن الجانب المغربي، وأخيه صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، وزير الخارجية، عن الجانب السعودي، وبمشاركة أعضاء الوفدين المغربي والسعودي.

وقد افتتحت أعمال اللجنة بكلمتين لرئيسي الوفدين، حيث رحب رئيس الجانب المغربي، السيد ناصر بوريطة، بأخيه صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان آل سعود والوفد المرافق لسموه في بلدهم الثاني المملكة المغربية. ومن جانبه أعرب صاحب السمو الأمير فيصل آل سعود عن بالغ شكره وامتنانه الفائق على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وطيب الوفادة التي حظي بها أعضاء الوفد المرافق لسموه طيلة مدة إقامتهم في المملكة المغربية الشقيقة.

وبهذه المناسبة، أجرى معالي السيد ناصر بوريطة، وصاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان آل سعود محادثات أخوية مثمرة شملت تقييما لمجمل أوجه التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين، حيث أعربا عن ارتياحهما للمستوى المرموق الذي يتميز به التعاون، وتثمينهما لما يشهده من زخم وتطور في مختلف أبعاده السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية بفضل الرعاية الكريمة لقائدي البلدين حفظهما الله، وتعليماتهما السديدة في هذا الاتجاه. كما أكدا عزمهما المشترك على استشراف كافة السبل الكفيلة بتطوير هذا التعاون وتنويعه والارتقاء به نحو الشراكة المنشودة.

وقد شملت تلك المباحثات، التي سادتها أجواء من التوافق والأخوة، استعراضا لعدد من المواضيع الإقليمية والدولية التي تحظى باهتمامهما المشترك، وتعكس تطابق وجهات النظر والتنسيق القائم بين البلدين الشقيقين بشأنها.


كما اطلع الجانبان على ما توصل إليه الخبراء وكبار الموظفين من نتائج تبعث على الارتياح، خلال الاجتماعات التحضيرية للجنة التي عقدت يوم 13 ويوم 15 يونيو 2022.

جدد الجانب المغربي تضامنه المطلق مع المملكة العربية السعودية الشقيقة ووقوفه الدائم إلى جانبها، ودعمه الموصول لكل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها وسلامة أراضيها ومواطنيها والمقيمين بها.

من جهته، جدد الجانب السعودي دعمه الثابت والموصول للوحدة الترابية للمملكة المغربية الشقيقة، وأكد في هذا الإطار على موقفه الداعم لمغربية الصحراء، وللجهود التي تقوم بها المملكة المغربية من أجل إيجاد حل سياسي واقعي على أساس التوافق، بناء على قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وتحت إشراف الأمين العام للأمم المتحدة، كما أكد على دعم مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية في إطار سيادة المغرب ووحدة ترابه الوطني كحل يتطابق مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، كما عبر عن رفضه لأي مساس بالمصالح العليا للمملكة المغربية أو التعدي على سيادتها أو وحدة ترابها الوطني.

أكدت اللجنة على أهمية تنسيق مواقف البلدين في المنظمات الإقليمية والدولية بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، كما اتفق الجانبان على مواصلة دعم ترشيحات البلدين في هذه المنظمات.

في هذا السياق، جدد الجانب المغربي دعمه لترشيح المملكة العربية السعودية العاصمة الرياض لاستضافة معرض "إكسبو 2030 ".

كما اتفقت اللجنة، على اعتماد آلية مرنة يتم من خلالها تبادل المعلومات مسبقا حول ترشيحات البلدين في بداية كل سنة لضمان الدعم اللازم لها في الوقت المناسب.


رحبت اللجنة بتعزيز التعاون على المستوى المتعدد الأطراف، وفي هذا الإطار أخبر الجانب المغربي نظيره السعودي باعتزام المملكة المغربية احتضان مؤتمر على مستوى عال حول موضوع الدبلوماسية الصحية والاستجابة للطوارئ، بتعاون مع منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي وجمهورية رواندا، وعبر عن تطلعه لمشاركة فعالة للمملكة العربية السعودية في هذا المؤتمر الهام.

تطرقت اللجنة المشتركة المغربية-السعودية إلى القضايا العربية والإسلامية والدولية وسجلت بارتياح تطابق وجهات نظر البلدين بشأنها، وأكدت على ضرورة تواصل التنسيق والتشاور بينهما، بما يضمن تحقيق المصالح المشتركة للبلدين، وبما يخدم قضايا الأمتين العربية والإسلامية في ظل المتغيرات السريعة التي تشهدها الساحة الدولية.

شددت اللجنة على أهمية العمل العربي المشترك، ودعت إلى تمكين الدول العربية من الدفاع عن وحدتها وسيادتها وتعزيز أمنها واستقرارها من خلال إعلاء قيم التآزر والتضامن وحسن الجوار والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول وتهديد وحدتها الترابية. وفي هذا الصدد، أعربت اللجنة عن أملها في أن تجد الأزمات التي تعاني منها دول عربية شقيقة كسوريا واليمن وليبيا، حلا سياسيا يصون لها وحدتها الترابية والوطنية ويضمن أمنها واستقرارها ويحقق تطلعات شعوبها في التنمية والحرية، وفقا للقرارات الأممية والدولية ذات الصلة. كما ثمنت المملكة المغربية مبادرات المملكة العربية السعودية الرامية إلى إحلال السلام بالجمهورية اليمنية الشقيقة.

جددت اللجنة تضامنها الثابت مع الشعب الفلسطيني الشقيق وتأكيدها على حقه في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود الرابع من يونيو 1967م، وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.


في هذا الصدد، دعت اللجنة إلى تكثيف الجهود من أجل تخطي حالة الجمود التي تمر منها عملية السلام، والعمل على إعادة إطلاق العملية التفاوضية، ضمن إطار زمني محدد، تفضـي إلى اتفاق يعالج كافة قضايا الحل النهائي، على أساس مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، ووفق حل الدولتين، وأكدت أن الإبقاء على هذه القضية بدون حل من شأنه أن يزيد من التوتر والتطرف في المنطقة، ويشكل مصدر تهديد للأمن وللاستقرار فيها.

نوه الجانب السعودي في هذا السياق، بالجهود المتواصلة التي يبذلها حضـرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، من أجل الدفاع عن مدينة القدس الشريف وسكانها المرابطين، وصيانة هويتها الحضارية والحفاظ على مكانتها كرمز للتسامح والتعايش بين مختلف الديانات السماوية، وكذلك بالمشاريع ذات الطابع الإنساني والاجتماعي التي تنجزها وكالة بيت مال القدس الشريف، الذراع التنفيذي للجنة، لتثبيت المقدسيين فوق أرضهم ودعم صمودهم.

أدانت اللجنة عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية إيرانية الصنع من داخل الأراضي اليمنية، وكذلك الطائرات المسيرة ضد أهداف حيوية ومدنية في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.

رحبت اللجنة بدراسة إمكانية إطلاق تعاون ثلاثي في القارة الإفريقية، وفق مقاربة تضامنية في المجالات ذات الأولوية.

فيما يخص منطقة الساحل، دعت اللجنة المشتركة المغربية-السعودية إلى بذل مزيد من الجهود لدعم الاستقرار وتعزيز التنمية المستدامة ومحاربة التطرف والإرهاب والحركات الانفصالية بمنطقة الساحل، وبهذا الصدد، ثمن الجانب السعودي المقاربة الثلاثية الأبعاد للمملكة المغربية تجاه منطقة الساحل التي تركز على الأمن والتنمية وتكوين الموارد البشرية.

وجددت اللجنة إدانتها للتطرف والإرهاب بجميع صوره وأشكاله أيا تكن مبرراته ودوافعه، وأكدت على عدم ربط هذه الآفة الخطيرة بحضارة أو دين، كما شددت على أهمية تظافر الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة الإرهاب واجتثاثه والقضاء على مسبباته.

استعرضت اللجنة الجهود الحثيثة التي يبذلها البلدان والمبادرات الرائدة التي طوراها في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.


أكدت اللجنة على ضرورة مواصلة التنسيق بين البلدين في مجال محاربة الإرهاب على الصعيد الدولي متعدد الأطراف، خصوصا على مستوى منظمة الأمم المتحدة والمنتدى الدولي لمحاربة التطرف والتحالف الدولي ضد داعش.

أكد الجانب المغربي على تقديره لمبادرتي "السعودية الخضـراء" و"الشـرق الأوسط الأخضـر"، اللتين أطلقهما صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز اَل سعود -حفظه الله- بتاريخ 27 مارس 2021، واعتبارهما تندرجان ضمن الجهود التي ما فتئت تقوم بها المملكة العربية السعودية في حماية البيئة، وما قامت به في هذا الصدد خلال فترة ترؤسها لمجموعة العشرين عام 2020م.

أشاد الجانب المغربي باستضافة المملكة العربية السعودية خلال الفترة من 23 إلى 25 أكتوبر 2021، النسخة الافتتاحية لـ"منتدى مبادرة السعودية الخضراء" و"قمة مبادرة الشـرق الأوسط الأخضـر"، والتي من شأنهما رسم توجه المملكة العربية السعودية والمنطقة في حماية الأرض والطبيعة، والمساهمة بشكل قوي في الجهود الدولية التي تبذل للتصدي لتحديات التغير المناخي من أجل الحفاظ على بيئة مستدامة.

أعرب الجانب السعودي عن دعمه لمبادرات المملكة المغربية في مجال مكافحة التغيرات المناخية، والتي تهدف إلى مواجهة التداعيات المدمرة لهذه التغيرات على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

رحب الجانب السعودي بانضمام المملكة المغربية إلى منظمة التعاون الرقمي كدولة عضو في المنظمة، والتي تعتبر عضوية المملكة المغربية فيها مهمة لعمل المنظمة نظرا لمكانتها كمحور رقمي وتكنولوجي مرجعي على المستويين العربي والإفريقي.

سجلت اللجنة المشتركة المغربية-السعودية بارتياح ما تعرفه علاقات البلدين من دينامية لافتة في قطاعات مختلفة في الفترة الأخيرة، والمتمثلة في تبادل زيارات الوزراء والمسؤولين في قطاعات مختلفة كالتجارة والصناعة، والمالية، والطاقة، والبيئة والسياحة، فضلا عما شهدته العديد من المجالات التقنية والفنية والثقافية من تطور ملموس.

كما لاحظت اللجنة أن الجوانب الاستثمارية والاقتصادية والتجارية لا ترقى إلى حجم الإمكانيات والفرص المتاحة بالبلدين، خاصة في ظل الإمكانيات والفرص الكبيرة التي توفرها اقتصاداتهما، كما تمت دعوة القطاع الخاص بالبلدين ومجلس رجال الأعمال المشترك، إلى انخراط أكبر في هذه الدينامية.

وشهدت هذه الدورة التوصل إلى الصيغ النهائية لعدد من النصوص القانونية والاتفاقيات همت شتى مجالات التعاون الثنائي، سيتم التوقيع عليها خلال الاستحقاقات القادمة.

Twitter إخطارات Facebook Language selector Search icon Menu icon Message icon Closing icon YouTube icon Scroll icon Arrow down Map of Morocco icon Map of Africa icon Map of Europe icon world's map icon Navigation Arrow Eye icon Sharing icon Point icon Play icon Pause icon News actuality icon Extend icon Print icon Social network share icon Calendar icon Whatsapp icon Journalist icon Radio icono Television icon Quote icon Location icon world's map icon Pin icon Previous icon Next icon PDF icon Icon to increase the text Icon to decrease the text Google plus icon Decree icon Organigram icon Icon left arrow Instagram Linkedin icon