السيد ناصر بوريطة: إفريقيا الأطلسية لديها كل شيء تقريبا لتكون منطقة سلام واستقرار وازدهار مشترك

أنت هنا
  1. الرئيسية
M. Nasser Bourita
أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، يوم الأربعاء 8 يونيو 2022 بالرباط، أن إفريقيا الأطلسية لديها كل شيء تقريبا لتكون منطقة سلام واستقرار وازدهار مشترك.

وأبرز السيد بوريطة، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري الأول للدول الإفريقية الأطلسية الذي عُقد بمشاركة 21 بلدا مطلا على الواجهة الأطلسية، من بينها 15 بلدا ممثلا على المستوى الوزاري، أن إفريقيا الأطلسية لديها كل شيء تقريبا لتكون منطقة سلام واستقرار وازدهار مشترك، ولديها الإمكانات لتحقيق ذلك.

وأشار السيد بوريطة إلى أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس دعا منذ سنة 2013، إلى "تفعيل أنشطة مؤتمر الدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي وتمكينه من القيام بدوره كاملا".

وأبرز السيد الوزير أن المسلسل الذي رأى النور بالرباط سنة 2009، يولد من جديد اليوم، وفق منظور جديد ، لكن بنفس الأفق الذي نتقاسمه، من رأس سبارطيل إلى رأس الرجاء الصالح، مشددا على الأهمية الاستراتيجية الراسخة لهذا الفضاء. وسجل السيد بوريطة أن الدول الإفريقية الـ 23 المطلة على المحيط الأطلسي تمثل 46 في المائة من سكان إفريقيا، مشيرا إلى أن هذا الفضاء يتركز فيه 55 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي الإفريقي، واقتصاداته تحقق 57 في المائة من التجارة القارية.

وبعدما اعتبر السيد بوريطة هذا الفضاء بمثابة منطقة نشيطة ومكان تلتقي فيه الثقافات والأعراق، شدد على أن مجالاتنا البحرية تزخر بموارد هائلة بيولوجية وغير بيولوجية.

وحرص السيد الوزير على التأكيد على أن منطقة إفريقيا الأطلسية تعد محط أطماع وتنافس، مشيرا إلى أنها تواجه تحديات أمنية غير مسبوقة، بفعل تصاعد التهديدات غير المتكافئة والجريمة العابرة للحدود وانعدام الأمن البحري والقرصنة والإرهاب والجريمة المنظمة.

وتابع السيد الوزير بهذا الخصوص، أن ما يقرب من 90 في المائة من الحوادث البحرية، ومن بينها القرصنة، تم تسجيلها على طول الواجهة الأطلسية للقارة، مضيفا أن قارتنا التي تعاني من 48 في المائة من الضحايا بسبب الإرهاب في العالم ترى التهديد الإرهابي يستقر على طول السواحل الأطلسية.

كما أشار السيد الوزير إلى أن الجريمة العابرة للحدود هي سبب ونتيجة في الآن نفسه لضعف الشبكة الأمنية، وضعف حضور الدولة، والتسلل عبر الحدود وعدم الاستقرار السياسي والمؤسساتي.

وسجل السيد بوريطة أن منطقة إفريقيا الأطلسية تحطم الأرقام القياسية فيما يتعلق بقابلية التأثر بتغير المناخ، مضيفا أن إضفاء الطابع الساحلي على أنشطتنا يؤدي إلى تفاقم المشكلات البيئية، مع عواقب وخيمة على الأمن الغذائي وحالات النزوح مع ما يقرب من 1,4 مليون نازح داخليا مسجلين في منطقة غرب إفريقيا لوحدها.

وأشار السيد الوزير إلى أن الاحتباس الحراري يؤدي إلى ارتفاع سنوي في منسوب المياه الإفريقية الأطلسية بما يقرب من 3,6 ملمترات، مما يؤثر بشكل مباشر على الأنشطة الاقتصادية والحياة الساحلية، مذكرا بأن تطوير نظام إنذار مناخي مبكر سيمكن، وفقا لصندوق النقد الدولي، من تقليل المخاطر ذات الصلة بالغذاء بنسبة 30 في المائة في القارة، ولاسيما على مستوى الساحل الأطلسي.

وأبرز السيد الوزير أنه ينضاف إلى ذلك تحديات التنمية البشرية والتنمية الاقتصادية والتنمية المستدامة والتنمية بشكل عام، مشيرا إلى أن الدول الإفريقية الأطلسية لا تتلقى سوى 4 في المائة من تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر نحو الفضاء الأطلسي مقابل 74 في المائة بالنسبة لدول الضفة الشمالية، وذلك على الرغم من الإمكانات الاقتصادية المتنامية لإفريقيا الأطلسية.

وأعرب السيد الوزير عن أسفه قائلا "نحن نحكم على أنفسنا بعدم جني إمكانات فضائنا، إذا لم نقم بتعبئة إمكاناته للتعاون، لأنه لا يكفي أن يكون الأطلسي القاسم المشترك، وإنما يتعلق الأمر أيضا بتقاسم منظور ورؤية وأفعال، مشددا على أن هذا الفضاء يجب أن يكون جيوسياسيا، وأن تكون لديه هوية استراتيجية وأن يعمل بشكل جماعي، من أجل الاستجابة لمتطلبات الأمن والتنمية المستدامة والازدهار في هذه المنطقة.

ودعا السيد بوريطة، إلى هيكلة الفضاء الإفريقي الأطلسي، مؤكدا أن الإعلان الذي سيتم اعتماده في ختام أشغال الاجتماع الوزاري الأول للدول الإفريقية الأطلسية "يؤسس للمسلسل (الأفرو-أطلسي) للرباط، عاصمة الثقافة الإفريقية هذه السنة، والعاصمة الأطلسية أيضا.

وقال السيد بوريطة، إن هذا الإعلان يكرس رؤيتنا ويتيح مأسسة مقاربتنا ويهيكل فضاءنا، فهو في الواقع، موجه نحو إعطاء زخم للتنسيق بشأن مجموعة من المواضيع الاستراتيجية والقطاعات المهيكلة، ويؤسس لثلاث مجموعات موضوعاتية، مكلفة بالحوار السياسي والأمن، والاقتصاد الأزرق والربط البحري والطاقة، وأخيرا التنمية المستدامة والبيئة.

وتابع السيد بوريطة أن هذا الإعلان يعطي دينامية جديدة للأمانة الدائمة للمؤتمر، التي يوجد مقرها بالرباط، مضيفا أن هذه المبادرة لا تسعى بأي حال من الأحوال إلى منافسة منظمات إقليمية أخرى أو تكتلات إفريقية أطلسية.

وشدد السيد بوريطة على أنه نريد أن ينظر إليه مثلما هو في الواقع، أي كدينامية شاملة من أجل مسلسل حكامة سياسية لفضائنا الأطلسي المشترك، بمفهومها الواسع، مبرزا أن هذا الطموح لا يتمثل فقط في إعادة تفعيل آليات الماضي، بل تجاوزها، فطموح مسلسل الرباط هو تمكين إفريقيا من الإمساك بزمام الأمور على الصعيد الأطلسي، وصياغة مواقف مشتركة، وعلى المدى الطويل، تحقيق الارتباط مع بلدان الضفة الأخرى الجنوبية للمحيط الأطلسي وأمريكا اللاتينية. وأضاف السيد بوريطة أن رؤيتنا تتمثل في الاعتراف بأن الرهان هو ألا نكون بلدانا مطلة على الأطلسي وتدير ظهرها عليه، موضحا أن المحيط الأطلسي ليس مجرد حد ومصدر للتحديات؛ بل هو أيضا ثقافة ووعي وهوية بحرية.

ودعا السيد الوزير في هذا السياق، إلى نشر روح الأطلسي لدى إداراتنا القطاعية والفاعلين الاقتصاديين والمجتمعات، وتحويل هذا الفضاء إلى قطب استراتيجي واقتصادي، ومنطقة ترابط وتعاون واتحاد. وقال السيد بوريطة إنه إذا كان المحيط الأطلسي يجمعنا من الخارج، فليكن أيضا أمرا يوحدنا من الداخل، مضيفا أنه في 8 يونيو من كل سنة، سيكون لدينا حدثان نحتفل بهما: الأول يتمثل في اليوم العالمي للمحيطات، والثاني هو إعطاء دينامية للمسلسل الإفريقي الأطلسي للرباط.

Twitter إخطارات Facebook Language selector Search icon Menu icon Message icon Closing icon YouTube icon Scroll icon Arrow down Map of Morocco icon Map of Africa icon Map of Europe icon world's map icon Navigation Arrow Eye icon Sharing icon Point icon Play icon Pause icon News actuality icon Extend icon Print icon Social network share icon Calendar icon Whatsapp icon Journalist icon Radio icono Television icon Quote icon Location icon world's map icon Pin icon Previous icon Next icon PDF icon Icon to increase the text Icon to decrease the text Google plus icon Decree icon Organigram icon Icon left arrow Instagram Linkedin icon